بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد
فإن وراء إعداد هذا المكنز قصة طريفة ، حيث أنني -عادةً- لا أقوم بالتدريس في العطلة الصيفية طلباً للراحة وشحذاً للهمة والمزيد من الطاقة للعام الدراسي التالي؛ فلما عُرض علي تدريس مقرر"التحليل الموضوعي المتقدم " في فصل الصيف لطلاب الماجستير بنظام الساعات المعتمدة اعتذرتُ للأسباب التالية
أن من عادتي عدم التدريس بالصيف *
أن المقرر يحتاج إلى وقت طويل للتدريب الكافي وتحقيق أهداف المقرر بكفاءة *
أن العطلة الصيفية سوف يتخللها شهر رمضان المبارك *
أن ظروف المجتمع المصري كانت غير مستقرة سياسياً واجتماعياً وأمنياً *
وبالتالي فقد قُبل اعتذاري عن تدريس المادة
وبعد أيام فوجئت ببعض الطلاب يحاولون إقناعي بالعدول عن قراري؛ وأخبروني ان خمسة عشر طالب ينقصهم دراسة هذا المقرر فقط لكي يتمكنوا من التسجيل لرسالة الماجستير، ولو أنهم لم يدرسوها في فصل الصيف فسوف يتأخرون لمدة ستة أشهر! ولكني اعتذرت أيضاً رغم حزني من أجلهم
بعد ذلك اتصل بي الأستاذ محمد مبروك -وهو احد الطلاب الراغبين في دراسة المادة- فاعتذرتً له قائلة : "لو لم يكن شهر رمضان سيتخلل الدراسة لقبلتُ حرصا على مصلحتكم"، فإذا به يقول: "يمكننا ألا نحضر إلى الكلية في شهر رمضان ونكتفي بالتكليفات فقط !!! ولتكن فرصة لأن نتواصل مع حضرتك بتطبيق نظام التعليم عن بعد عن طريق الإنترنت"؛ فلم املك أمام هذا المخرج الذكي إلا أن أوافق وأنا لا أدري إن كنت سأستطيع القيام بالمهمة كما ينبغي
ولم يكن أمامي سوى ان اتضرع بالدعاء لله تعالى ان يعينني على تحقيق أهداف هذا المقرر الصعب في هذه الفترة القصيرة وأن يبارك في الوقت والجهد ؛ فكان أن هداني - سبحانه - للبدء قبل الموعد الرسمي للفصل الدراسي الصيفي وتكثيف المحاضرات؛ ومع ذلك فقد اضطررنا للحضورإلى الكلية مرتين في شهر رمضان ... رغم احتقان الظروف في المجتمع المصري وفرض حظر التجوال
ولقد أقبل الطلاب على دراسة المقرر بهمة عالية والتزام مُذهل، وتعاون مدهش؛ حتى انتهي العمل على خير بفضل
الله تعالى وتوفيقه ثم اجتهادهم وكانت ثمرة ذلك هذا المكنز الذي أدعو الله تعالى أن ينفع به
وإني لفخورة بهم أشد الفخر ، كما أتمنى لهم جميعاً مستقبلاً مشرقاً، وأطمح إلى أن يستمروا في تحديث هذا المكنز حتى تستمر الفائدة منه ، والحمد لله أولاً وآخراً
د. أماني الرمادي
أن من عادتي عدم التدريس بالصيف *
أن المقرر يحتاج إلى وقت طويل للتدريب الكافي وتحقيق أهداف المقرر بكفاءة *
أن العطلة الصيفية سوف يتخللها شهر رمضان المبارك *
أن ظروف المجتمع المصري كانت غير مستقرة سياسياً واجتماعياً وأمنياً *
وبالتالي فقد قُبل اعتذاري عن تدريس المادة
وبعد أيام فوجئت ببعض الطلاب يحاولون إقناعي بالعدول عن قراري؛ وأخبروني ان خمسة عشر طالب ينقصهم دراسة هذا المقرر فقط لكي يتمكنوا من التسجيل لرسالة الماجستير، ولو أنهم لم يدرسوها في فصل الصيف فسوف يتأخرون لمدة ستة أشهر! ولكني اعتذرت أيضاً رغم حزني من أجلهم
بعد ذلك اتصل بي الأستاذ محمد مبروك -وهو احد الطلاب الراغبين في دراسة المادة- فاعتذرتً له قائلة : "لو لم يكن شهر رمضان سيتخلل الدراسة لقبلتُ حرصا على مصلحتكم"، فإذا به يقول: "يمكننا ألا نحضر إلى الكلية في شهر رمضان ونكتفي بالتكليفات فقط !!! ولتكن فرصة لأن نتواصل مع حضرتك بتطبيق نظام التعليم عن بعد عن طريق الإنترنت"؛ فلم املك أمام هذا المخرج الذكي إلا أن أوافق وأنا لا أدري إن كنت سأستطيع القيام بالمهمة كما ينبغي
ولم يكن أمامي سوى ان اتضرع بالدعاء لله تعالى ان يعينني على تحقيق أهداف هذا المقرر الصعب في هذه الفترة القصيرة وأن يبارك في الوقت والجهد ؛ فكان أن هداني - سبحانه - للبدء قبل الموعد الرسمي للفصل الدراسي الصيفي وتكثيف المحاضرات؛ ومع ذلك فقد اضطررنا للحضورإلى الكلية مرتين في شهر رمضان ... رغم احتقان الظروف في المجتمع المصري وفرض حظر التجوال
ولقد أقبل الطلاب على دراسة المقرر بهمة عالية والتزام مُذهل، وتعاون مدهش؛ حتى انتهي العمل على خير بفضل
الله تعالى وتوفيقه ثم اجتهادهم وكانت ثمرة ذلك هذا المكنز الذي أدعو الله تعالى أن ينفع به
وإني لفخورة بهم أشد الفخر ، كما أتمنى لهم جميعاً مستقبلاً مشرقاً، وأطمح إلى أن يستمروا في تحديث هذا المكنز حتى تستمر الفائدة منه ، والحمد لله أولاً وآخراً
د. أماني الرمادي